يتواصل جناح روح المهرجان الإفريقي للعام الثالث على التوالي في الطبعة السابعة عشرة للصالون الدولي للكتاب، هذا الحدث الذي انطلق مع الطبعة الرابعة عشرة للفعالية، أي سنة 2009، امتدادا للمهرجان الثقافي الإفريقي الذي بث روح إفريقيا في طبعته الثانية بعد 48 سنة من الغياب، في شهر جويلية من نفس السنة، 2009. ومنذ ذلك التاريخ صارت استضافة جناح الروح الإفريقية عادة راسخة في الصالون الدولي للكتاب من خلال الحضور والمشاركة للغوص في أعماق الثقافة الإفريقية التي ننتمي إليها لنتذوق أصالتها، ونسافر معها كل يوم نحو التراث عن طريق الإبداع والحداثة. وككل سنة تأخذنا إفريقيا مع مثقفيها، روائيين كانوا أم شعراء أو ورواة قصص... لاستكشاف رحابها الواسعة الناطقة بالجمال والإبداع. كما ستكون أيضا ذلك الفضاء الرحب للتبادل بين المهنيين من ناشرين وكتاب لمناقشة واقع الكتابة ومستقبلها في القارة الإفريقية.

والأهم في كل ذلك أن حضور الجناح الإفريقي في التظاهرة منتظم في الصالون الدولي للكتاب بشكل مستمر، كفكر وثقافة لها ثمارها الإيجابية، الشيء الذي حفز الناشرين الجزائريين على الإقبال على إصدار كتب عن الثقافة الإفريقية. ويمكن أن نذكر من بين هؤلاء دار الشهاب، والبرزخ، وapic، الذين نشروا للمشاهير من كتاب القارة، على سبيل المثال سامي تشاك وجيلبر جاتوري، وسانو مباي.

إفريقيا تنشر لكتابها تبلغ مساحة جناح "روح المهرجان الإفريقي" خلال الطبعة السابعة عشرة للصالون الدولي للكتاب 96 م مربع تحت إدارة ناريمان زهور سعدوني (فنانة تشكيلية وناقدة فنية باليونيسكو، منتجة ومنشطة حصص بالإذاعة والتلفزيون).

استقبل هذا الفضاء عددا معتبرا من الكتاب والمثقفين والناشرين الأفارقة نذكر من بينهم على سبيل المثال الناشر المالي "لاسانا ايجو ديارا" عن منشورات" بالاني"، والناشر البوركينابي "جون كلود نابا" عن دار "سانكوفا وجورلي"، هذا إضافة إلى الناقد الأدبي والسينمائي الصحفي السينغالي "أبو بكر ديمبا كيسوخو" وهناك أيضا عبد اللاي ندوي"، الفيلسوف والفنان التشكيلي والمصمم السينغالي، وصاحب مخطوطات بالرموز، وهناك كذلك الشاعر "مبافو زيتيبيغ " سفير مالي في الجزائر وغالوكبو كواسيغي الناشر الطوغولي، إلى جانب وجوه أخرى بارزة في من المشهد الأدبي التراث الإفريقي على غرار المؤلف والحكواتي المالي "عصمان ديارا "، و"ديودوني راندريانونتو انينا" الموسيقي والكاتب والملحن من مدغشقر والعضو في ربيع الشعراء من إفريقيا وخارجها. كما يشارك في هذه الدورة أيضا، من الناشرين، الكاتب والباحث المالي "اسماييليا سامبا تراوري" عن منشورات "الساحلية"، وكذا "جون كلود دي سالن"الكاتب ورئيس « Aiap » التابعة لليونيسكو، والفرانكو -بينيني " أولامب بهيلي-كينوم" الكاتب والباحث المختص في العلوم السياسية.

أما عن الجزائر، فستكون حاضرة بأدبها الإفريقي من خلال الكاتبين بن عودة لبداعي وأمينة بكات الأستاذين في الجامعة . في البرنامج الأدبي المكثف لهذا العام نجد، إذن، الأدب الإفريقي، والنقد، والتاريخ، والفلسفة، والتراث المادي واللامادي. سيقدم الناشرون كتبا لمؤلفيهم، في خضم انشغال أساسي يتمثل في منح الأفضلية للنشر الإفريقي في إفريقيا وتشجيعه، كل ذلك من أجل أن تكون بالفعل "إفريقيا تنشر لمثقفيها" بأكبر الأعداد وأجود حلة من سنة لأخرى، مع الأخذ في الاعتبار الرهانات الثقافية والاقتصادية المهمة الواجب رفعها من أجل الوصول إلى توزيع الإبداع الإفريقي وكذا ترقيته في إفريقيا وفي العالم. وسيخصص مجال واسع لعرض ثمرة العمل الجبار لوزارة الثقافة والمتمثل في إعادة نشر مئات الكتب لأكبر الكتاب الأفارقة الذين شاركوا في المهرجان الثقافي الإفريقي سنة 2009.