الصالون الدولي 17 للكتاب بالجزائر
 
إستقبال | تـــقديـــــم | صحافة | للاتصال بنا | الطبعات السابقة Français
 
 
 
SILA 2012 تكريمات


مولود فرعون (1913-1962)
عائلة فقيرة. التحق بالمدرسة الابتدائية في قرية تاوريرت في سن سبع السنوات، فكان يقطع مسافة طويلة يومياً بين منزله، ومدرسته مشيا في ظروف صعبة، مبينا بذلك عن خصال الطفل المكافح الذي يتحدى الصعاب المختلفة، ويصارع ببراعة واقعه المؤلم الذي امتزج فيه البؤس والحرمان والاستعمار. وبتصميمه ذلّل الكثير من الصعاب التي كانت تقف في وجهه وفي وجوه الكثير من من أترابه، وتحول دون تمكنهم من مواصلة دراساتهم. وهو ما مكنه من جهة أخرى من الحصول على منحة لمواصلة دراسته بتيزي وزو، ثم فاز، في 1932، بمسابقة الدخول إلى دار المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة، حيث تعرف على إيمانويال روبليس. ورغم ظروفه الصعبة فقد تخرج فيها، ليعود إلى قريته تيزي هيبل التي عين فيها مدرساً سنة 1935. وفي تيزي هيبل تزوج قريبته ذهبية التي أنجبت له سبعة أطفال، في وقت جعل أفقه الفكري يتسع فأخذت القضايا الوطنية تدخل دائرة اهتمامه، بل وتشغل باله. وفي 1946 التحق بمدرسة قرية (تاوريرت) موسى، وهي المدرسة نفسها التي استقبلته تلميذاً. وفي 1952 عيّن مولود فرعون مديرا للدروس التكميلية بالأربعاء ناث إيراثن، ليعين سنة 1957 مديرا لمدرسة الناضور لكلو صلامبيي(المدنية حاليا) بأعالي العاصمة تاركا منطقة القبائل.

في سنة 1951 عقد مولود فرعون صلة مع ألبير كامو، فكانت بينهما العديد من المراسلات، تبادلا من خلالها الآراء في مواضيع مختلفة على رأسها رأي كل منهما في أدب الآخر. ويجدر بنا هنا أن نسوق رأيا لفرعون بعد قراءته رواية "الطاعون"(1947)؛ حيث كتب إليه من قرية تاوريرت موسى، في 27 ماي 1951، يقول: "لقد قرأت "الطاعون" وارتسم لدي انطباع بأنني فهمت كتابك فهما لم يحدث أن وقع لي مع كتب أخرى. لقد أسفت على عدم وجود أي شخصية من الأهالي ضمن شخصياتك، وأن وهران لم تكن بالنسبة إليك سوى مقاطعة فرنسية لا شأن يذكر لها. أوه ! لست أتهمك بشيء. لقد فكرت ببساطة في أنه لو لم تكن بيننا هذه الهوة، لكنتم عرفتمونا أفضل، ولأحسستم بأنكم قادرون على الحديث عنّا بالسخاء نفسه الذي يحظى به الآخرون. أنا آسف دائما من صميم القلب على أنكم لا تعرفوننا بما فيه الكفاية وعلى أن ليس لنا أحد لنُفهم، ليجعلكم تفهموننا ويعيننا على أن نفهم نحن أنفسنا". وفي 15 جويلية أتم فرعون كتابة رواية "الأرض والدم " التي حاز عنها سنة 1953 على جائزة الرواية الشعبية. وفي سنة 1960، عين مفتشا للمراكز الاجتماعية التي أنشئت بمبادرة من الباحثة الأثروبولوجية جيرمان تيون بفيلا شاطو روايال في الأبيار بأعالي مدينة الجزائر، حيث ظل يعمل بتفان وإخلاص لمهمته التربوية والاجتماعية ولشعبه إلى أن اغتيل ذات 15 مارس 1962 قبل أربعة أيام من إعلان وقف إطلاق النار بين الجزائر وفرنسا 19 مارس، إذ أقدم كومندو من منظمة الجيش السري (OAS) بقيادة ملازم سابق في الجيش الفرنسي يدعى روجي دو قلدر، باغتيال الكاتب مولود فرعون وزملائه المفتشين في المراكز الاجتماعية التربوية، وهم مجتمعون بمقر المراكز. وقد سجلت وثائق التحقيق القضائي إطلاق الجناة لـ108 رصاصة في موقع الجريمة. اغتيال صاحب رواية "نجل الفقير -1954" رفقة خمسة من زملائه المفتشين في التعليم، وهم مارسيل باسي وروبير أيمار وعلي حموتان وماكس مارشون وصالح ولد عودية، دفع جول روي، لإعلان تبرئه الصريح من مقترفي الجريمة وسادتهم قائلا:"... لقد سبق لي أن قاسمتهم (يقصد مقترفي الجريمة) خيرات الأرض والسماء، غير أن هذا لن يتكرر أبدا، فنحن لم نولد من بطن أم واحدة". ثم تساءل: "لماذا مولود فرعون؟ ليجيب بالقول: "لأنه تجرأ على ممارسة الكتابة بعدما امتلك موهبتها.. لأنه امتلك شجاعة رواية طفولته الفقيرة ورواية بلده وتعلقه بأصدقائه ووطنه. وهذه الحرية تمثل وحدها إهانة غير مسموح بها واستفزازا في حق سادة الـ (OAS)".

في مجال الكتابة بدأ مولود فرعون أولى رواياته المتعلقة بسيرته الذاتية "نجل الفقير " سنة 1939، ولم يتمكن من طبعها إلا سنة 1950 على حسابه الخاص، وبقي حتى سنة 1954 حيث نشرت له دار لوسوي (فرنسا) طبعة منقحة دون 70 صفحة متعلقة بفترة دار المعلمين ببوزريعة. كما نشرت له سنة 1957" الدروب الوعرة "، وترجمة لأشعار سي امحند أومحند (مينوي)، أما يومياته، التي ألفها خلال الفترة الممتدة بين 1955 و1962، فقد سلمت في فيفري 1962 إلى دار لوسوي ولم تصدر إلا بعد وفاته. ورغم كتابة مولود فرعون أعماله بلغة المستعمر، إلا أن مضمونها وجماليتها يضربان بجذورهما في صميم المجتمع الجزائري بثقافته ونزعته المحليتين والإنسانيتين في آن. الشيء الذي جعل أعماله تلقى الإقبال لدى القراء، وتترجم إلى أكثر من خمس وعشرين من لغات العالم منها العربية، الإسبانية، الإنجليزية، الألمانية، الروسية وغيرها.

أعماله:

- رواية "نجل الفقير"، 1950، 206 ص.
- رواية "الأرض والدم"، باريس، لوسوي، 1953، 256 ص.
-"أيام قبائلية"، الجزائر، باكونييه،1954،141 ص.
- "الدروب الوعرة"، باريس، لوسوي، 1957، 222 ص.
- "أشعار سي امحند أومحند"، باريس، منشورات مينوي، 1960، 111 ص.
- "يوميات 1955- 1962"، باريس، لوسوي، 1962، 349 ص.
- "مولود فرعون: رسائل إلى الأصدقاء"، باريس، لوسوي، 1969، 205 ص .
- "عيد الميلاد"، باريس، لوسوي، 1972، 143 ص.
- "مدينة الورود"، الجزائر، منشورات يام كوم، 2007، 170 ص.
مولود فرعون (1913-1962)
 
أحمد رضا حوحو (1910م- 1956م) - الأديب الشهيد
سيدي عقبة سنة 1911. تلقى مبادئ القراءة والكتابة على يدي والده وبعض شيوخ قريته، سيدي عقبة، قبل التحاقه بالمدرسة الفرنسية. وبعد نيله الشهادة الابتدائية تابع تعليمه في تكميلية سكيكدة. وبعد تخرجه عام 1927، رجع إلى بلدته "سيدي عقبة" فاشتغل موظفا بسيطا في إدارة البريد إلى عام 1934، إذ سافر مع أسرته إلى الحجاز. وفي 1935 استقر أحمد رضا حوحو مع أسرته بالمدينة المنوّرة، فانتسب إلى معهد العلوم الشرعية بالمدينة وتخرج سنة 1938م، فعيّن مدرساً فيه، ثم استقال من وظيفة التدريس في1940م، والتحق بمصلحة البريد بمكة المكرمة، فبقي فيها إلى أواخر عام 1945، حيث قرر العودة إلى الجزائر بعد وفاة والديه. وفي أثناء عودته توقف رضا حوحو بمصر لمدة شهرين، ثم عرّج على فرنسا، فمدينة وهران بالغرب الجزائري في مستهل شهر جانفي 1946، ومنها توجه إلى مدينة قسنطينة. ولم يلبث كثيرا حتى انضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الإطار الفكري والأدبي الطبيعي له، لا سيما وقد نشر في1937 بمجلة الرابطة الأدبية الصادرة في القاهرة مقاله الأول بعنوان "الطرقية في خدمة الاستعمار". عمل رضا حوحو في مستهل علاقته بجمعية العلماء مديراً لمدرسة شلغوم العيد. وعندما أسس معهد عبد الحميد بن باديس 1947، عين أميناً عاماً لإدارته وظل يشغل هذا المنصب إلى أن قبض عليه مع بعض الشخصيات من أعيان ومثقفين من قبل الشرطة الفرنسية ضمن حملة اعتقالات واسعة انطلقت إثر اغتيال محافظ شرطة قسنطينة على يد فدائيين فاقتيدوا إلى حبس الكدية ومنه إلى جبل الوحش. وفي ليلة الخميس 29 مارس 1956م أعدم أحمد رضا حوحو إلى جانب ستة مواطنين جزائريين آخرين من قبل أفراد من المنظمة السرية الفرنسية "اليد الحمراء" المتواطئة مع الشرطة انتقاما للمحافظ المغتال. 

آثاره

القليل منها في حياته. فقد ترك عند وفاته مجموعتين قصصيتين هما "صاحبة الوحي" و"نماذج بشرية" وقصة مطوّلة واحدة هي باكورة أعماله بعنوان "غادة أم القرى"، ومقالات قصصية ذات طابع ساخر نشرها في كتيب تحت عنوان "مع حمار الحكيم"، كما ترك حوالي عشر مسرحيات ما بين مقتبسة وموضوعة. ومن مؤلفاته المنشورة:

غادة أم القرى (قصة طويلة)، مطبعة التليلي، تونس 1947م.‏

مع حمار الحكيم، المطبعة الجزائرية الإسلامية- قسنطينة، 1953م.‏

صاحبة الوحي وقصص أخرى (مجموعة قصصية)- (ط1) -المطبعة الجزائرية. الإسلامية- قسنطينة 1954م.‏

نماذج بشرية، (مجموعة قصص)، كتاب البعث- عدد 3- (ط1) - تونس 1955م.

يعتبر مؤرخو الأدب الجزائري أحمد رضا حوحو رائدا لفن القصة القصيرة في الجزائر. ومن قصصه المعلمية نذكر: "يأفل نجم الأدب"، و"ابن الوادي"، و"الأديب الأخير"...

لقد عدّها الدكتور أبو القاسم سعد الله وطابع السخرية الميزتين الأساسيتين في أدبه، وعدّ باقي الميزات الأخرى أشياء ثانوية عنده. ويقول الأستاذ أحمد بن ذياب عن الحوار في أدب حوحو: "كانت وسيلته الناجحة هي لغة الحوار، وحوار حوحو في جملته لطيف رشيق قصير العبارة. وهو بهذه الطريقة أمكن أن يجلب إليه الكثير من القراء." ويبدو لنا –يقول الأستاذ أحمد منور- أن براعة الحوار عند كاتبنا آتية من مزجه للحوار بالسخرية واستعمال أساليبها المختلفة مثل التصوير الكاريكاتوري، وأسلوب المفارقة في الكلام، والتورية والتعريض، والذم بما يشبه المدح، إلى غير ذلك..." ويضيف عبد الرحمان شيبان: "يمتاز أدب الأستاذ حوحو بطابع الخفة والصدق والانتقاد، فإنك لا تكاد تقرأ له فصلا من فصوله أو قصة من قصصه أو تشاهد له مسرحية من مسرحياته حتى يفاجئك هذا الثالوث الجميل وتبعث من نفسه الحقيقة الصادقة النافذة فهو خفيف في كلامه خفيف في حركته وسكونه وهو يعالج شأنا من الشؤون بكل صدق."
أحمد رضا حوحو (1910م- 1956م) - الأديب الشهي
   
^ بداية الصفحة
 


 
المدعوون
الفعاليات الثقافية
المشاركين
ملتقى دولي
تكريمات
روح البناف
معرض الصحافة
صـور
 
 
 
informatique algerie جميع الحقوق محفوظة - صالون الجزائر الدولي للكتاب ©
Conception et Réalisation bsa Développement