الصالون الدولي 17 للكتاب بالجزائر
 
إستقبال | تـــقديـــــم | صحافة | للاتصال بنا | الطبعات السابقة Français
 
 
 
SILA 2012 تقديم

دورة خمسينية الاستقلال تحت شعار "كتابي حرّيتي"

تنعقد الدورة السابعة عشرة للصالون الدولي للكتاب بالجزائر المقرّرة مابين الـ 20 و 29 سبتمبر 2012 في ظروف بالغة الدقة بالنسبة إلى الجرائر. الجزائر المنخرطة في تنفيذ برنامج من الفعاليات احتفالا بالذكرى الخمسين لاستعادة سيادتها وانعتاق شعبها من "ليل الاستعمار". ومن هنا جاء شعار الدورة "كتابي حرّيتي" الذي يترجم نظرة الجزائر إلى الدور الذي أداه قطاع بأكمله، من مؤسسات نشر ومؤلفين مستنيرين وجمهور قارئ وفاعل في مجتمع متفاعل، سواء من أجل دعم النضال الوطني في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال قبل 1962، أو من أجل الإسهام في بناء الدولة الوطنية أو تحقيق تراكم الرأسمال الرمزي للأمة الجزائرية والتنمية بعد ذلك.

ففضلا، إذن، على العمل المنصبّ على دعم المكاسب المحقّقة في الدورات السابقة، لاسيما التحكم في تنظيم الصالون ماديا وبشريا، شهدت الدورة السابعة عشرة هذه، تنصيب السيد: حميدو مسعودي على رأسها خلفا للسيد إسماعيل أمزيان المحافظ للدورات الثلاث السابقة. كما شهدت تكفل مؤسسة فتية ومتخصصة منبثقة عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، ألا وهي "إناغ للأحداث" بتنظيم الصالون السابع عشر.

كما تأتي هذه التغييرات المتزامنة مع نقل فعاليات الصالون من مركب محمد بوضياف إلى قصر المعارض بالصنوبر البحري في سياق الدفع بهذا الحدث الثقافي الأكبر في البلاد قدما إلى مزيد من الإشعاع والتأثير في عادات المجتمع الحضارية، وتنشيط الساحة الثقافية والإعلامية في بلادنا، وسعيا من السلطات الجزائرية، ممثلة بوزارة الثقافة، للاستجابة لطموحاته في الترقي الثقافي بتوفير الزاد الروحي والعلمي والفكري والفني لأفراد الشعب الجزائري المتعطشين أصلا للمعرفة بمختلف فروعها.

ويتربع الصالون في طبعته الحالية على 13000 م2 ويستقطب 670 عارض، منهم 230 عرض جزائري، و 440 عارض أجنبي قدموا من 43 دولة بعدما سجل حضور 32 دولة السنة الفارطة، فضلا على تسجيل الحضور المتزايد للمؤسسات الثقافية الأوروبية في الجزائر على غرار معهد سيرفانتس وغوته و المركز الثقافي الفرنسي...

في سياق النشاطات الثقافية المصاحبة للصالون، عكف فريق متخصص وذو خبرة في محافظة الصالون على إعداد برنامج ثري من النشاطات الثقافية المرافقة، برنامج يستلهم شعار هذه الدورة "كتابي حريتي" ويتّخذ من أحد المحورين الرئيسيين: "خمسينية النشر في الجزائر" و"الحركة الوطنية وحرب التحرير" موضوعات لندواته.

فأمّا بخصوص الموضوع الأول، فقد برمجت لجنة النشاطات الثقافية المصاحبة للصالون مجموعة ندوات يشارك فيها ناشرون ومؤلفون وإعلاميون ومهتمون بهذا الموضوع الذي يعتبر قطاعا فاعلا في التنمية الثقافية لأي بلد؛ حيث سيعمل المتدخلون في هذه الندوات على تسليط الأضواء على تجربة جزائرية في النشر بمختلف أصنافه عمرها خمسون سنة: إنجازاتها وعثراتها، الإشكالات اللغوية التي تستنهضها في الواقع الجزائري والآفاق المستقبلية التي ترتسم أمامها. وهو ما من شأنه استعادة الصلات التي تربط الكتاب بالتاريخ وبالذاكرة الجزائرية. ويمكن الإشارة هنا إلى عناوين في برنامج ندوات الصالون مثل: "من أجل نشر بلا حدود: إشكالية شراء الحقوق والنشر المشترك"، و"الرهانات اللغوية: الكتاب باللغة الأمازيغية"، و"المشهد الجديد للنشر في الجزائر".

وأما بخصوص الموضوع الثاني فقد نُسج من أجل السماح للمهتمين ولجمهور الصالون باستعادة متبصرة وناقدة لتاريخ الحركة الوطنية والثورة التحريرية، استعادة تتجسد عمليا من خلال إتاحة الفرصة أمام مؤرخين وباحثين من ذوي الصيت الواسع قدموا من آفاق جغرافية وبحثية ومنهجية مختلفة، وكذا الاستئناس بالشهادات التي تكرّست، في الجزائر وفي الخارج، بخصوص موضوع نضال الشعب الجزائري ومقاوماته المتتابعة حتى فجر استقلاله في 1962. ولتحقيق هذا الهدف ارتأت لجنة النشاطات الثقافية اعتماد مقاربة تعاونية مع مؤسسات ثقافية أخرى ذات صلة وثيقة بالموضوع. وهنا أيضا يمكن أن نذكر من برنامج الندوات عناوين من قبيل: "تاريخ كفاح التحرير الوطني: أبحاث ومنظورات جديدة"، و"الانتقال مابعد الكولونيالي واستراتيجيات التطوير"، و"بلدان ودول ثمرة الاستقلال: الدور والوزن والتأثير"، و"تاريخ الحرب التحريرية: مقاربات جديدة"، "محرج حرب الجزائر: ممارسة التعذيب وجرائم الحرب الاستعمارية"، و"اختيار الجزائر، مسارات ووضعيات وأعمال"، "الثورة الجزائرية": أسلحة الحرب وأسلحة الفنون"، و"الوعي الوطني والغربة"، و"التزام أدبي ومخاييل متحرّرة، و"الكتّاب العرب والثورة الجزائرية" وغيرها... كما سيمتد برنامج لاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال في الصالون ليشغل حيزا في فضاء الصالون سيخصص لعرض الوثائق والإنتاج التاريخي ذي الصلة بالحركة الوطنية وحرب التحرير الجزائرية.

وعلى غرار الدورات السابقة، ستحافظ الطبعة الـ17 على فضاء المهرجان الإفريقي؛ حيث سيلتئم شمل المهتمين والفاعلين في الإنتاج العلاقات الثقافية بين الشعوب الإفريقية لاستذكار التاريخ النضالي المشترك في سبيل التحرّر من ربقة الاستعمار بالأمس، واكتشاف الأسماء الفاعلة في المشهد الإبداعي الأدبي والفني لكل بلد مشارك في الدورة. كما ستعرف هذه الطبعة، على غرار الدورة السابقة، تنظيم ملتقى دولي يدوم يومين (28-29/09) بالاشتراك مع المركز الوطني لبحوث ما قبل التاريخ والأنثروبولوجية التاريخية (CNRPAH) وبمشاركة كبار الخبراء الوطنيين والدوليين في موضوعته؛ حيث سيعكف المشاركون على تشريح موضوع "آثار الكفاح من أجل الاستقلال من خلال النصوص الأدبية." هذا دون إغفال الإشارة إلى تكريم عدد من الأسماء الأدبية الجزائرية بداية بالكاتبين الشهيدين، أحمد رضا حوحو ومولود فرعون، وكذا مجمل أعمال كل من الكاتبة آسيا جبار، والروائي رشيد بوجدرة، وياسمينة خضرة، والكاتب رابح بلعمري، فضلا على ندوات تتناول قضايا فكرية وأدبية مثل هل يوجد نقد أدبي في الجزائر؟ و الكتابات الجزائرية الجديدة، وغير ذلك. كما يتضمن برنامج النشاطات أمسيتين شعريتين تستضيفان أسماء ذات حضور متميز في المشهد الشعري الجزائري والمغاربي والعربي على حد سواء. كما سيتاح لزوار الصالون فرصة اقتناء عناوينهم المفضلة مشفوعة بتواقيع المؤلفين في مستوى أجنحة العرض. ودائما في سياق نفس الروح التعاونية المشار إليها أعلاه، ستُمكّن مؤسسة سينماتيك العربي بن مهيدي بقلب العاصمة محبي السينما من مشاهدة سلسلة من الأفلام المقتبسة من أعمال أدبية سواء منها العالمية أو الوطنية مع التركيز على الأفلام التي تتناول حرب التحرير الجزائرية.

وإجمالا، فالأمر بالنسبة إلى برنامج الفعاليات الثقافية المصاحبة للصالون والمشرفين علية، وعلى الصالون في دورته السابعة عشرة بصفة عامة، يتعلق بتجسيد روح خمسينية الاستقلال من خلال الاحتفاء بـ"الكتاب [وأهله]" باعتباره ليس فقط أداة جميلة للتعليم والإمتاع والمؤانسة، بل وكذلك سلاحا للكفاح من أجر التحرر ودعامة لا غنى عنها من أجل نقل مضامين الحرية وتقاسمها بنبل بين جميع البشر.


^ بداية الصفحة
 
 
المدعوون
الفعاليات الثقافية
المشاركين
ملتقى دولي
تكريمات
روح البناف
معرض الصحافة
صـور
 
 
 
  جميع الحقوق محفوظة - صالون الجزائر الدولي للكتاب ©
Conception et Réalisation bsa Développement